الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
إعطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حقه
القسم الثالث: الذي هو القول الوسط هو قول أهل السنة؛ وهو أن تعطيه حقه الذي هو:
أولاً: الإيمان به, قال الله تعالى: رسم> فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا قرآن> رسم> (التغابن:8) آية> الإيمان به يعني: تصديق رسالته والجزم بصحة ما أرسل به.
ثانيًا: محبته , يقول صلى الله عليه وسلم: رسم> لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين متن_ح> رسم> ومعلوم أن محبته تقتضي السير على نهجه وطريقته.
ثالثًا: الاتباع له, يقول الله تعالى: رسم> فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ قرآن> رسم> (الأعراف:158) آية> ويقول تعالى: رسم> قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ قرآن> رسم> (آل عمران:31) آية> فاتباعه هو السير على هديه ونهجه.
رابعًا: طاعته من طاعة الله, يقول تعالى: رسم> مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ قرآن> رسم> (النساء:80) آية> رسم> وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا قرآن> رسم> (النساء:14) آية> وطاعته تتمثل في تقبل ما جاء به والعمل به، والابتعاد عما نهى عنه، وقد أمر الله بمثل ذلك كثيرًا؛ قال تعالى: رسم> لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قرآن> رسم> (الأحزاب:21) آية> وقال تعالى: رسم> وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا قرآن> رسم> (الحشر:7) آية> وحذر من مخالفته أشد التحذير في قوله تعالى: رسم> فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قرآن> رسم> (النور:63) آية> يخالفون عن أمره يعني: يرون أمره صريحًا فيخالفون عنه ويتركونه، فهؤلاء توعدهم الله بالفتنة والعذاب .
فهذه حقوقه صلى الله عليه وسلم رأس> أما فضائله التي لا شك في صحتها فمنها: أنه أشرف المرسلين، وأنه خاتم النبيين، وأنه صاحب لواء الحمد؛ اللواء هو الراية التي تكون مرتفعة ويتبعها من يتبعه، فيوم القيامة يعطى لواءً ويتبعه الحامدون، وأنه صاحب المقام المحمود وفسر المقام المحمود بأنه قبول شفاعته عندما يشفع ، فيقبل الله شفاعته ، فذلك هو الذي يحمده فيه الأولون والآخرون, وأنه سيد الناس يوم القيامة، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: رسم> أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر متن_ح> رسم> يعني: لا أقول ذلك افتخارًا ولكن من باب التحدث بنعمة الله رسم> وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قرآن> رسم> (الضحى:11) آية> , والله تعالى قد ذكّره نعمه فقال: رسم> أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قرآن> رسم> (الشرح:1) آية> رسم> أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى قرآن> رسم> (الضحى:6) آية> رسم> وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى قرآن> رسم> (الضحى:5) آية> ونحو ذلك من الآيات التي يٌذكره فيها نعمته عليه, فأهل السنة يذكرون مزاياه الصحيحة وفضائله، ولكن يعلمون أنه لا يصح له بموجبها شيء من حق الله، بل الله تعالى له حق، والنبي - صلى الله عليه وسلم - له حق؛ فحقه علينا أن نحبه ونتبعه ونتأسى به ونطيعه ونصدق رسالته ونثق بما وعدنا به, وقد فسرت شهادة أنه رسول الله بأنها طاعته بما أمر ، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ، فهذا هو حق محمد اسم> النبي صلى الله عليه وسلم.
مسألة>